تطرقت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” إلى التحقيقات، التي أجرتها “أسوشيتد برس″ حول جرائم “الدولة الاسلامية” و”مالكي العبيد” في القرن الحادي والعشرين.
جاء في مقال الصحيفة:
أجرى مراسلو وكالة “أسوشيتد برس″ للأنباء تحقيقات بشأن النشاط الإجرامي لـ “الدولة الاسلامية” في تجارة العبيد؛ حيث التقوا العديد من النساء والأطفال الإيزيديين، الذين كانوا أسرى لدى التنظيم.
وتوصل الصحافيون إلى أن “الدولة الاسلامية” كلما فقد جزءا من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، زاد من قسوة معاملته لنحو 3 آلاف امرأة وفتاة من الأسيرات لديه، اللواتي يستخدمهن كإماء للجنس.
ويبيع مسلحو التنظيم النساء كأملاك منقولة؛ حيث أنشأ قاعدة بيانات خاصة بهن تتضمن صورهن وصور ومعلومات عن “مالكيهن”، من أجل منع هربهن عبر نقاط السيطرة التابعة للتنظيم.
ويستخدم “الدولة الاسلامية” الرموز في بيع النساء والفتيات، حيث تظهر الإعلانات في شبكات التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تلغرام” ونادرا ما تظهر في “واتس آب”.
وقد تمكن التنظيم من اختطاف وأسر ألوف النساء والفتيات الإيزيديات في شهر أغسطس/آب عام 2014، بعد استيلائه على القرى والبلدات التي كن يعشن فيها شمال العراق. وكان هدف التنظيم من هذه العمليات هذه القضاء تماما على هذه الأقلية الناطقة بالكردية التي يعدُّها وثنية. ولكن الديانة الإيزيدية تضم عناصر من الديانات المسيحية والإسلامية والزرادشتية، الديانة الفارسية القديمة. وكان عدد أفراد هذه الطائفة قبل هذه الأحداث يقدر بنصف مليون نسمة، ولا يعرف عدد من بقي منهم على قيد الحياة بعد الحرب.
بيد أن بعض الإيزيديات تمكن من الهرب من جحيم “الدولة الاسلامية” بمساعدة أشخاص عرب ومهربين أكراد، يحصلون على مبالغ مالية من أولياء أمور اللواتي يهربن من الأسر. ووفق إحصاءات الوكالة، فقد بلغ عددهن 134 امرأة فقط.
من جانبه، قال ميرزا دانايي، مؤسس المنظمة الألمانية–العراقية “Luftbrucke IRAK”، لمراسلي الوكالة، إن الهرب منذ فترة 2-3 أشهر أصبح “صعبا وخطرا”. وأضاف أن الإرهابيين “يسجلون كل امرأة ومالكها. وفي حال هروبها، فإن جميع العاملين في نقاط السيطرة التابعة للتنظيم، يعرفونها، أي أنها هربت من مالكها”. وقد أعدم التنظيم قبل فترة عددا من النساء اللواتي حاولن الهرب من مالكيهن.
ويعرض المسلحون ضحاياهم بملابس زاهية أمام المشتري؛ حيث يعرضون صورهن في شبكات التواصل الاجتماعي، وتبدو أعمار أكثرهن كأنها تتراوح بين 16-18 سنة. ولا تبدو أي منهن أنها تجاوزت 30 سنة.
ويعتقد المراقبون أن فرص الهرب تتقلص يوما بعد آخر؛ حيث أصبح المهربون الذين كانوا يرافقون الأسيرات أنفسهم هدفا لمسلحي التنظيم. كما أن حكومة الإقليم الكردستاني كانت سابقا تعوض المبالغ، التي كانت تدفع للمهربين مقابل هرب الأسيرات. أما الآن، فلم تعد تملك الأموال اللازمة لذلك.
وقد حاولت لمياء حاجي بشار الهرب أربع مرات، قبل أن تتمكن في المرة الخامسة من الهرب عبر حقل ألغام مع رفيقتيها ألماس (8 سنوات)، وكاترين (20 سنة)، اللتين توفيتا نتيجة انفجار الألغام. أما هي، فقد أصيبت في عينها اليمنى وبجروح وحروق في أماكن أخرى من وجهها وجسمها، ومع ذلك فهي تشعر بأنها محظوظة جدا.
وبقيت ميادة، الأخت الصغيرة للمياء، في الأسر. أما شقيقاتها الأخريات، فقد تمكن أيضا من الهرب، وهن حاليا في ألمانيا. كما تمكن شقيقها الصغير من الهرب من معسكر إعداد وتدريب الإرهابيين في الموصل، ووصل إلى مدينة دهوك شمال العراق.
لمياء، التي كان عمرها عند أسرها 16 سنة، تحدثت عن كيفية بيعها من مسلح إلى آخر، والذين كانوا جميعهم يغتصبونها ويهينونها ويضربونها. وكان “مالكها” قائدا لفصيل “الدولة الاسلامية”. وهو عراقي الجنسية واسمه أبو منصور، وكان يقيدها عندما كانا في مدينة الرقة.
وقد حاولت لمياء الهرب مرتين، ولكنها لم تفلح. وكانت بعد كل محاولة فاشلة تتعرض للاغتصاب والضرب. وبعد المحاولة الثانية، بيعت إلى مسلح آخر في الموصل. وبعد شهرين، بيعت إلى ثالث، كان خبيرا بصنع الأحزمة الناسفة، ويجبرها على مساعدته في صنع هذه الأحزمة وعبوات تفخيخ السيارات. بعد ذلك بيعت إلى طبيب من حويجة، الذي كان بدوره يهينها ويضربها، ولكنها بقيت عنده نحو السنة. وبعد ذلك، تمكنت من الاتصال سريا بأقاربها، الذين دفعوا 800 دولار للمهربين المحليين ليساعدوها في الهرب، وهي حاليا مع إخوانها وأخواتها في ألمانيا.